رمضان في مدينتي ''القيروان''

in #tunis7 years ago (edited)

القيروان

مدينة من أهم مدن الجمهورية التونسية وتقع حوالي 160 كم عن العاصمة ''تونس''و سبب أهميتها هوا انها كانت المكان الذي انطلقت منه كل الفتوحات الاسلامية نحو أفريقيا،أسبانيا،الجزائر،المغرب ...أطلق عليها الفقهاء اسم ''رابعة الثلاث'' بعد مكة و المدينة المنورة و القدس.كما أنها رقاد لعديد من صحابة رسو الله صلى الله عليه و سلم.

  

تأسست مدينة القيروان في 50 هجري/650م من طرف عقبة ابن نافع، و يعتبر انشاء القيروان  بداية تاريخ الحضارة العربية الاسلامية في المغرب العربي،و تعتبر من اقدم و أ هم المدن الاسلامية بل هيا المدينة الاسلامية الأولى في شمال أفريقيا، لقد بقيت مدينة القيروان لمدة اربعة قرون عاصمة الاسلام الأولى لافريقية و الأندلس و مركزا حربيا للجيوش الاسلامية و نقطة ارتكاز رسمية لتعليم و اشاعة اللغة العربية.

ويرجع اصل تسمية ''القيروان''الى تسمية فارسية ''كيروان''و التي تعني المعسكر أو المكان الذي تخبأ فيه الأسلحة و هذا يجعلنا نفهم أن عقبة ابن نافع أسسة هذه المدينة لتكون الحصن المنيع و القاعدة العسكرية لدوام واستمرار فتوحات المسلمين.

رمضان في مدينتي القيروان

نبدأ الاحتفال برمضان قبل أيام من بداية الشهر الكريم و ذلك بتحظير الأواني النحاسية  و التي الى يومنا هذا تستعملها العائلات القيروانية في الطبخ و في تقديم الاكلات...كذلك تحظير ''العولة'' وهيا كل أنواع المواد الغذائية التي يتم اعدادها بالطريقة التقليدية في المنزل مثل أنواع الأفاحات والمرمز والدشيش و الفريك و الكسكسي و الحلالم والتي تكون مشتقة من الحبوب...كما يتم تحظير الهريسة العربي الحارة الطعم و الزيتون المالح وكل أنواع المخللات وكل ما يمكن أن يحتاجه المطبخ خلال شهر رمضان...

                                                                                 أواني نحاسية تستعمل للطبخ في القيروان

                                                    طبق للقهوة ''العربي''

                                          شراء كل أنواع أفاحات وكل ما يتطلبه المطبخ القيرواني...

كذلك يقوم أهل القيروان بتزيين المساكن والاسواق والمساجد و كل المعالم الدينية ويستقبل الشهر الكريم استقبال الظيف كما جرت العادات منذ قرون...و هذه العادات هي مزيج من عادات الحضارات التي مرت بها القيروان مثل الحضارة العثمانية والفاطمية والبربرية... و من أهم العادات القديمة التي مازالت توجد الى يومنا هذا و هوا مدفع رمضان الذي يعود الى العهد العثماني مازالا يوجد الى اليوم في أعلى برج سور القيروان الذي يسمى ''البريجة''و هذا المدفع يطلق عند الافطار و عند حلول الامساك.

                                                                            مدفع الافطار في القيروان

                                                                                           الاحتفال بقدوم شهر رمضان

والجميل في هذه المدينة الاسلامية العريقة ان تجد في كل حي مسجد أو جامع يعلو منه ترتيل القرأن في صلاة الطراويح،و من أهم هذه المساجد و أكبرها مسجد عقبة ابن نافع و هوا أول مسجد بنية في مدينة القيروان منذ 1400 عام و يعتبر معلم أثري عالمي الى جانب فسقية الأغالبة وجامع الأنصاري و بير بروطة ومقام أبي زمعة البلوي والمدينة العتيقة و سور القيروان ...معالم كثيرة تتميز بها هذه المدينة.

                                                                                                             

                                                                             مقام أبي زمعة البلوي صاحب الرسول صلى الله عليه و سلم.

كما تشهد المساجد التاريخية في مدينة القيروان في شهر رمضان تألقا روحانيا كبيرا من خلال النشاطات التي تقام مثل حلقات تجويد و ترتيل القران الكريم و المسامرات الدينية و حلق الذكر الصوفي والمدائح النبوية و مواكب الانشاد التي تحييها فرق''السلامية''و ''الحضرة''في الزوايا الصوفية و مقامات الأ ولياء الصالحين وفي بعض المساجد العتيقة للبلاد...

                                                              فرقة انشاد ديني''السلامية''

كما تتميز ليلة القدر من شهر رمضان باستقبال حار وغير عادي من طرف سكان مدينة الأغالبة و ذلك بانتشارمظاهر الاحتفالات في كامل أرجاء مدينة القيروان و تخيم عليها أجواء روحانية و دينية جميلة يستمتع بها كل الموجودين في البلاد،كما تشهد المدينة توافد كبير من الزوار من كل المدن المجاور و المدن التونسية الى جانب زوار من بلدان أخرى مثل دول الخليج والجزائر و ليبيا و المغرب وذلك لزيارة أكثر المواقع قدسية في المدينة مثل مقام أبي زمعة البلوي حلاق الرسول صلى الله عليه و سلم...

كل من زارا مدينة القيروان و شرب ماء ''بروطة'' رجع اليها بقدرة الله،بير بروطة من أهم و أقدم الأبار في القيروان ويقولون انه أطق عليه هذا الاسم في القرن الخامس هجري و قد تكون هذه البئر هي البئر التي أحدثها هرتمة بن أعين عندما كان يحكم أفريقية في 180هجري الموافق ل 796 ميلادي.

                                                                                        

عندما نقول القيروان نقول الأغالبة و تاريخهم العريق و العادات و التقاليد الأصيلة و من اهمها صناعة ''المقروض''نوع من الحلويات تتميز بها القيروان دون غيرها منذ قرون طويلة كما تتميز بأكلات أخرى لذيذة جدا مثل ''الكسكسي''و''البريك''و''الكفتاجي''و الى أخر ذلك من الأكلات الشهية التي تتميز بها مائدة الافطار القيروانية في شهر رمضان...

                                                                أكلة البريك القروي

اما في النصف الثاني من رمضان تدب حركة كبيرة و غير عادية حيث بعد الافطار  تخرج أهالي المدينة و القرى المجاورة لزيارة أماكن عديدة في المدينة مثل باب الجلادين،باب تونس،السوق العربي العتيقة،المركب الثقافي،مقام أبي زمعة البلوي و غيرها من الأماكن وذلك لشراء ملابس العيد و الحلويات  ولعب الأطفال و الهداية بمناسبة قدوم العيد من الباعة المنتصبين في كل أرجاء البلاد.

                                                                     الحلويات في القيروان

أتمنى اكون قدمتلكم مدينتي و مسقط رأسي بشكل لطيف شكرا.




Sort:  

Congratulations @souad! You have completed some achievement on Steemit and have been rewarded with new badge(s) :

Award for the number of upvotes

Click on any badge to view your Board of Honor.
For more information about SteemitBoard, click here

If you no longer want to receive notifications, reply to this comment with the word STOP

Do you like SteemitBoard's project? Vote for its witness and get one more award!